بدو أن ناقلة النفط “سونيون” المهجورة والمشتعلة في البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم من قبل الحوثيين تتسرب منها كميات من النفط، بحسب البنتاغون.
ماركوس هاند |
في 21 أغسطس/آب، تعرضت السفينة “سونيون” التي تحمل العلم اليوناني لهجوم بواسطة سفينة سطحية شنها الحوثيون في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل السفينة وإجبار طاقمها المكون من 23 فردًا على الإجلاء إلى سفينة حربية تابعة للقوة البحرية الأوروبية “أسبايدس”.
وفي 23 أغسطس/آب، تعرضت السفينة لهجوم آخر شنته ميليشيات الحوثي، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. وأفادت التقارير باندلاع حرائق في خمسة مواقع على الأقل على سطح السفينة الرئيسي.
وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية، الجنرال بات رايدر، في إفادة صحفية يوم الثلاثاء: “السفينة إم في دلتا سونيون تقبع الآن عالقة في البحر الأحمر، حيث تحترق حاليًا ويبدو أنها تتسرب منها النفط، مما يشكل خطرًا ملاحيًا وكارثة بيئية محتملة”.
تبلغ حمولة الناقلة 164 ألف طن ساكن وتحمل على متنها مليون برميل من النفط الخام، وإذا انكسرت السفينة فقد يصبح ذلك أحد أكبر تسربات النفط بين ناقلات النفط في التاريخ.
وقال اللواء رايدر: “تواصل القيادة المركزية الأمريكية الوضع النشط وتنسيق مع شركاء العمل الحر في المنطقة أفضل السبل لمساعدة السيارة والتخفيف من التأثير البيئي المحتمل”.
لكن محاولة إرسال قاطرتين لسحب الناقلة إلى بر الأمان قوبلت بهجوم محتمل من قبل الحوثيين.
وأضاف “نحن على علم بمحاولة طرف ثالث إرسال قاطرتين إلى السفينة للمساعدة في إنقاذها، لكن الحوثيين حذروهم وهددوهم بالهجوم، وهو ما يوضح مرة أخرى استخفافهم الصارخ ليس فقط بالحياة البشرية ولكن أيضًا بالكارثة البيئية المحتملة التي يفرضها هذا الأمر”.
وتملك شركة “دلتا تانكرز” التي يقع مقرها في أثينا السفينة “سونيون” وكانت تبحر من العراق إلى اليونان وعلى متنها طاقم من اثنين من البحارة الروس و23 فلبينيا وقت الهجوم.
وتشن جماعة الحوثي هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عندما اختطفت سفينة نقل السيارات “جالاكسي ليدر” المملوكة لشركة “راي كار كاررز” وتديرها شركة “إن واي كيه”. ولا تزال السفينة وطاقمها محتجزين في اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين.
ويقول الحوثيون إنهم يهاجمون السفن التجارية دعما للفلسطينيين في غزة في صراعهم مع إسرائيل ويزعمون أنهم يستهدفون السفن التي لها روابط مع إسرائيل أو المملوكة لشركات لها سفن تتصل بالموانئ الإسرائيلية.
وتم تنفيذ غالبية الهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار، مع تغيير في التكتيك إلى استخدام السفن السطحية في الأشهر الأخيرة.
وعلى الرغم من أن العديد من السفن قد حولت مسارها من المنطقة، فإن العديد من السفن التجارية تواصل الإبحار عبر المنطقة التي تتصل بقناة السويس.
وأضاف اللواء رايدر “على الرغم من أن الحوثيين زعموا أنهم ينفذون هذه الهجمات دعماً للشعب الفلسطيني، فإن أفعالهم تثبت العكس. في الواقع، هذه ببساطة أعمال إرهابية متهورة تستمر في زعزعة استقرار التجارة العالمية والإقليمية، وتعريض حياة البحارة المدنيين الأبرياء للخطر، وتعريض النظام البيئي البحري النابض بالحياة في البحر الأحمر وخليج عدن، الفناء الخلفي للحوثيين”.